بدا الانبا رافائيل حلقته في بستان العقيده بالحديث عن
- شخصيه اخنوخ " صار اخنوخ مع الله ولم يوجد لان الله اخذه ":-
اخنوخ :- معناه مكرس او مخصص وهو رمز للمسيح الذي كرس ذاته لخدمه البشر .
"صار اخنوخ مع الله "تدل علي مسيرته الروحيه ,والكتاب المقدس لم يذكر تفاصل كثيره عنه .
"ولم يوجد" ليس معناها انه مات ولكن نقل الي السماء حيا وفيها اشاره الي قيامه المسيح من الأموات وانه حي لايموت وصعد الي السماوات .
"عرف اخنوخ الله" المقصود بها ليس اخنوخ نفسه انما الطبيعه البشريه فلانسان خلق علي صوره الله ومثاله فالمفروض انه بدون معونه خارجيه ان يتعرف الانسان علي الله , فالله اعطانا عقل وضمير فالعقل يجعلنا نتامل في الطبيعه والخليقه التي خلقها الله فنتعرف علي الله من خلالها ط السموات تحدث بعمل الله " .
وعندما لم يتعرف الانسان علي الله بسبب تشوه الصوره انحراف الانسان الي عباده المخلوق دون الخالق ارسل لنا الله الإباء مثل اخنوخ وإبراهيم واسحق ويوسف يعرفون الله وتحدثوا معه وابلغونا الرساله , ثم عاد الله وارسل لنا الناموس علي يد موسي ثم ارسل الأنبياء .
فاخنوخ عرف الله من العقل ومن خليقته فيوسف أيضا عرضت عليه الخطيه بشكل مغري ولكنه رفض الخطيه رغم انه لاتوجد وصيه لانه يعلم حسب الضمير والعقل وحسب انه صوره الله انه لايصح ارتكاب الخطيه .
- رموز المعموديه في العهد القديم :-
هذه من اهم المواضيع التي تحدث عنهاالانبا رافائيل في بستان العقيده للرد علي مجموعه من التسؤلات المعموديه هي قانون العهد الجديد وليس العهد القديم , فالعهد القديم كان بيه أشياء اخري مثل الختان والتطهيرات والذبائح وحفظ الوصايا , اما في العهد الجديد البدايه هي المعموديه فلا نستطيع ان نطبق قانون باثر رجعي ولان جوهر المعموديه هي موت ودفن مع المسيح وقيامه معه , فكيف اباء العهد القديم يدفنون مع المسيح وهو لم يصلب ؟! لذلك لم توجد معموديه في العهد القديم .
- ولكن من رموز المعموديه في العهد القديم :-
- الطوفان :-فقد قيل عنه "الذي مثاله خلصنا نحن الانأيضا " أي المعموديه فالطوفان غسل العالم من الشر والخطيه كما في المعموديه .
- وعبور البحر الأحمر:- أيام موسي بمثابه المعموديه .
- وبدايه سفر التكوين اشاره واضحه للمعموديه :- حيث تحدث في اول عن بدايه الخلق وكيف خلق الله العام فالسماء هي روح الله والأرض هي جسده والماء هو الماء وروحه الله يرف علي المياه هو الروح القدس .
ومن المواضيع التي أثيرت في بستان العقيده وأجاب عنها الانبا رافائيل أيضا هي:
- الأنبياء في العهد القديم اقاموا موتي واتموا خوارق لقوانين الطبيعه بدون المسيح , فما الحاجه للمسيح:-
يجيب الانبا رافائيل علي هذا السؤال بان المسيح لم يأتي ليصنع معجزات انما لكي نحن نخلص , فالانبياء عندما صنعوا معجزات مثل موسي النبي عندما شق البحر واخرج الماء من الصخره وأيضا إيليا واقامه الأموات كلها لم تخلص الانسان فالمعجزه لاتخلص الانسان , اما ما يخلص الانسان هو الصليب " حاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح , فالخلاص بالصليب والالام والدفن والقيامه .
وكل الأنبياء بالفعل كانت لهم علاقه طيبه بالله ولكن هذه العلاقه لم تكن كافيه وكانت لديهم نعمه الهيه لفعل المعجزات اما لم تكن ايضا كافيه للخلاص , كان لابد ان يأتي المخلص وهو ربنا يسوع المسيح .
- وعن حيره الكثيرين في الصلاه الربانيه عن مدي صحه خبزنا كفي فنا اعطينا اليوم ام خبزنا الذي للغد اعطينا
اليوم :-
يجيب الانبا رافائيل عن هذه الحيره موضحا :-
خبزنا كفي فنا اعطينا اليوم :- ترجمتها في اللغات الأخرى ليس كفافنا فقط انما معناها الخبز الجوهري , الخبز الحقيقي , خبز الحياه , وليس العيش الذي ناكله انما خبز السماء الذي نعيش بيه الي الابد , فالصلاه الربانيه كلها صلاه روحانيه ليس بها أي طلبات ماديه او جسديه , فخبزنا كفا فني ليس معناها اطلاقا خبز السفره انما خبز الحياه الابديه , فعندما نقول خبزنا الذي للغد ليست بدعه او كارثه انما هذا هو الصحيح .
خبزنا الذي للغد :- هو الحياه الابديه اي التسبيح والصلاه والتوبه والشبع بالكتاب المقدس , فنحن نطلب من خلال الصلاه الربانيه ان يعطبنا الله هذها لحياه السماويه لكي نعيش بها علي الارض وكأني في السماء , فنحن في المسيحيه ليس عبيد النص انما المعني هو المهم .
- عمل الاقانيم قبل الخليقه :-
هو ايضا من المواضيع التي شغلت بال الكثيرين واجاب عنها الانبا رافائيل من خلال بستان العقيده في الرد علي مجموعه من التساؤلات شارحا اياها بالاتي :-
- الله كائن بذاته ويملئ الوجود حب وحيويه والاب يحب الابن والابن يحب الاب والروح القدس والروح هو روح الحب المنبثق من الاب في الابن , ولكن من فيض صلاح الله وحبه للخليقه تعطف علينا واوجد الخليقه من العدم , ثم خلق الانسان ليشاركه في هذا الوجود كائن متميز , وقبل الانسان خلق الله والملائكه ثم خلق الخليقه الماديه وفي النهايه خلق الانسان ليستمتع بكل ما صنعه الرب , هذا هو الوجود السابق للخلق فالله وحده هو الموجود.
- ترك الله للشيطان بعد سقوطه في الخطيه :-
وهذا ايضا من المواضيع التي اثارت فضول الكثيرين في حلقه بستان العقيده والتي اجاب عليها الانبا رافائيل بالاتي:-
الشيطان مثله مثل الملائكه والانسان كائن عاقل بمعني ان له حريه الاختيار يختار ان يكون مع الله او يبتعد عنه , فلو كان الله ديكتاتوري يتسلط ويتحكم كان انهي الانسان المخطئ , ولكن الله اعطانا فرصتنا ان نحيا وكذلك للشيطان ولكي يكون هناك توازن وعدل لابد في النهايه ان يكون هناك عقوبه لكل من اخطئ والا ستصبح الدنيا فوضي , فطالما وجدت الحريه وجدت المسؤليه لذلك سنسال في النهايه .
- وعن مسامحه الله للشيطان :- الله مسامح ولكن الشيطان مستمر في الشر ولا توجد عنده نيه للتوبه وليس له عزر فهو روح بدون جسد ضعيف يتسلط عليه .
- تأثير خطيه ادم علي البشريه :-
يقول الانبا رافائيل ان هناك رأيين واحد يقول اننا ورثنا خطيه ادم ورأي اخر يقول اننا ورثنا فساد الطبيعه والموت , ولكن الكل اتفق علي اننا لو نتشارك مع ادم في الفعل نفسه فالرب لن يحاسبنا علي الاكل من الشجره ولكننا كنا في ادم عنما اخطئ " كنا في صلبه ونحن مولودين منه" وبالتالي خطئه اصابنا " كما في ادم اخطئ الجميع "
- نحن لم نشترك في الفعل ولكن اخذنا النتيجه , وهي تسمي بالخطيه الجديه او الخطيه الاصليه او فساد الطبيعه او الموت وهذه تغسل عن طريق المعموديه ففي قانون الايمان نقول " نؤمن بمعموديه واحده لمغفره الخطايا"
